بدأت عشر التنافس في الطاعات
للشيخ نبيل العوضي
ها قد بدأت عشر ذي الحجة ، أيام العمل الصالح ، أيام الطاعات والخيرات ، فالصائمون هذه أيامهم ، والقائمون هذه لياليهم والمتصدقون والمصلون والقانتون والذاكرون ، هذا موسمهم الذي ينتظرون ، وأيامهم التي إليها يشتاقون .
في الحديث الصحيح أنه ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعنى العشر ) فالصلاة في هذه الأيام ليست كالصلاة في غيرها ، والصيام ليس كغيره ، والصدقة والدعاء وذكر الله وقراءة ا لقرآن ... بل كل عمل يحبه الله فإنه ليس كغيره في أيام السنة كلها ، صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إلى الجار والأمر بالمعروف والنهي وغيرها من الأعمال أجرها عظيم في هذه الأيام .
جميل جداً أن يجلس العبد في بيت من بيوت الله بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، أو بعد العصر إلى غروب الشمس أو بين المغرب والعشاء ، يذكر الله ويقرأ القرآن ، فهو في صلاة ما أنتظر الصلاة ، وأفضل البلاد إلى الله المساجد أما الصوم هذه الأيام فهو خير كله ، النهار قصير جداً ، والجو بارد لا يتعب الصائم ، والأجر مضاعف ، بل إن الصائم ربما يأتي وقت الإفطار ولا يحتاج لأي طعام ولا يشعر بالجوع ، وجاء في الحديث أنه ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عن وجهه النار سبعين خريفاً ) .
أما المحسنون والمتصدقون فهذه الأيام أيامهم التي يتنافسون فيها ، فإطعام المساكين وسد حاجتهم وتنفيس كربهم من أعظم القربات إلى الله جل وعلا ، ورب صدقة حجبت صاحبها عن النار ( فاتقوا النار ولو بشق تمرة ).
لنجتهد في هذه الأيام ما استطعنا فإن الفائز فيها من استكثر من الخيرات واجتنب السيئات ، فهي أيام عشر قليلة في الأزمان كبيرة ثقيلة في الميزان .
يا ليت أصحاب الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية ، وأصحاب المحلات والمطاعم والأماكن العامة ، يا ليتهم يقدرون عظم هذه الأيام عند الله عز وجل ، فالأيام هذه أشرف الأيام عند الله وأفضلها لعمل الصالحات ، وخطأ كبير أن نتعرض فيها لسخط الله سبحانه وتعالي ، ونجاهر فيها بالذنوب والمعاصي ، فاعرفوا قدر الزمان الذي شرفه الله وعظمه .
منقول